afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

تقاسم فاتورة السلام…..بين حكمة المملكة وضياع الجزائر.

الصحراء لايف :

 

الدكتور : عبدالقادر الحافظ بريهما

 

في ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، التي خلدت عبقرية المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وعبّرت عن وحدة الشعب المغربي من أقصى الشمال إلى أعماق الصحراء، تتجدد اليوم هذه الروح الخالدة في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي واصل المسيرة بحكمة وثبات، وجعل من الأقاليم الجنوبية نموذجًا للتنمية والازدهار والوحدة الوطنية.

 

وفي الوقت الذي يمضي فيه المغرب في تنفيذ مشروعه التاريخي المتمثل في الحكم الذاتي كحلٍّ عادل وواقعي لنزاع عمر نصف قرن، يصرّ خصوم الوحدة الوطنية، وفي مقدمتهم النظام الجزائري وذراعه الانفصالية المسماة جبهة البوليساريو، على الدوران في حلقة الوهم، متذرعين بشعارات “تقرير المصير” و”تقاسم فاتورة السلام”، في محاولة بئيسة لتضليل الرأي العام الدولي والالتفاف على مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

 

لقد أثبتت التطورات الدولية والإقليمية أن مشروع الحكم الذاتي الذي قدّمته المملكة المغربية سنة 2007 هو الحل الواقعي والوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل، باعتباره مقترحًا جادًا يضمن للصحراويين تدبير شؤونهم بأنفسهم في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة. هذا المشروع حظي بدعم متزايد من المنتظم الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، وفرنسا، وإسبانيا، والاتحاد الأوروبي، وكل القوى العظمى التي أيقنت أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حلّ واقعي قائم على الرؤية المغربية الحكيمة.

 

Siam

أما جبهة البوليساريو، فقد اختارت الهروب إلى الأمام عبر بيانات غامضة، آخرها ما سمته “المقترح الموسع”، الذي تتحدث فيه عن “تقاسم فاتورة السلام” في محاولة بئيسة لإظهار نفسها كندّ للمملكة المغربية. غير أن العالم كله يعلم أن الطرف الحقيقي في هذا النزاع هو النظام الجزائري، وأن البوليساريو ليست سوى واجهة سياسية لمخططات توسعية فقدت بريقها ومصداقيتها.

 

الجزائر التي ترفع شعار دعم “حق الشعوب في تقرير مصيرها”، هي نفسها التي زجت بالعشرات من الصحراويين في سجون الرشيد وگويرة بيلة والذهيبية في فيافي تندوف، وفي احتجاز الآلاف من النساء والاطفال والشيوخ في ظروف لا إنسانية، وتمنع عنهم حرية التنقل والاختيار، وتفرض عليهم الخضوع لقيادة قبلية فاشلة مجرمة تعيش على الأوهام. النظام الجزائري اليوم في مأزق حقيقي، بعدما أدركت واشنطن أن مفتاح الحل يوجد في الجزائر لا في تندوف، وأن أي اتفاق سلام مرتقب لا يمكن أن يُبرم دون انخراط الجزائر المباشر، وهو ما أكده مسؤولون أمريكيون حين أشاروا إلى أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لإنهاء هذا النزاع المفتعل.

 

وفي مقابل هذا العبث السياسي، برز صوت وطني صحراوي عاقل تمثل في حركة صحراويون من أجل السلام بزعامة الحاج احمد باريكلى الذي أعاد رسم ملامح الوعي الصحراوي المعاصر، مقدماً طرحًا واقعيًا يقوم على الحوار والاحترام المتبادل، ورافضًا منطق التفرقة والانغلاق الذي تمارسه البوليساريو منذ عقود. لقد شكّل حضور الحاج أحمد باريكلى في نيويورك مؤخرًا محطة مفصلية في مسار القضية، حيث نجح في إيصال صوت الصحراويين المستقلين الواقعيين إلى المجتمع الدولي، وأربك حسابات المخابرات الجزائرية التي وجدت نفسها عاجزة أمام خطاب متزن وشجاع يعبّر عن جيل جديد من الصحراويين المؤمنين بالسلام والوحدة في ظل السيادة المغربية.

 

المغرب اليوم، بثقة قيادته ومؤسساته، ماضٍ في تنفيذ مشاريعه التنموية الكبرى بالأقاليم الجنوبية، من خلال أوراش اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، تجعل من الصحراء المغربية نموذجًا للتنمية والاستقرار في إفريقيا والعالم العربي. إن المملكة لا تفاوض على سيادتها ولا تساوم على وحدتها الترابية، لكنها تمد يدها لكل من أراد السلام الحقيقي في إطار لا غالب ولا مغلوب.

 

ختامًا، في ذكرى المسيرة الخضراء المجيدة، يُجدّد الصحراويون العهد على المضيّ في درب الوحدة والبناء، مؤكدين أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، وأن صوت العقل والحكمة الذي يمثله الصحراويون، هو الامتداد الحقيقي لروح المسيرة الخضراء: مسيرة سلم ووحدة ووفاء. أما البوليساريو والجزائر، فعليهما أن تستعدّا لضغط دولي متزايد بعدما أربكت التصريحات الأمريكية الأخيرة كل حساباتهما. لقد اقتربت ساعة الحقيقة، والحق المغربي يعلو ولا يُعلى عليه.

Siam
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد