الصحراء لايف : ناديا لوبيث غارثيا ترجمة : سيدي صالح الإدريسي
قصيدتان من تأليف الشاعرة المكسيكية
I
القصيدة الأولى
اِمْرَأَةٌ مُقَدَّسَةٌ
يا امْرَأةَ النَّبْتَةِ، والشَّمْسِ،
يا امْرَأَةَ الطَّيْرِ؛
ابْتَهِلِي واحْضُنِي أَزْمِنَةَ
الحَيَاةِ وَالمَوْتِ.
صَلِّ مِنْ أَجْلِنَا وَمِنْ أَجْلِ ذَوِينَا،
نَظِّفِي الأَرْضَ التي نَمْشِي عَلَيْهَا،
نَظِّفِي العُيُونَ
الَّتِي تَرَانَا وَالدَّمَ
النَّائِمَ فِي عُرُوقِنَا.
تَكَلَّمِي مَعَ الخَرُّوبِ، وَمَعَ اليَاسَمِينِ، وَمَعَ الصَّنْدَلِ،
تَكَلَّمِي مَعَ المُقَدَّسِ الذِي يَنَامُ
فِي السَّمَاءِ وَفِي الْجبَلِ.
يَا امْرَأَةَ الرِّيحِ، قَدِّمِي قُرْبَاناً مِنْ أَجْلِنَا
وَحَلِّقِي عَالِيَّا مِنْ أَجْلِ مَصِيرِ الْعَالَمِينَا.
II
القصيدة الثانية
الدَّارُ الوَرْدَةُ
تُولَدُ الشَّمْسُ والدَّارُ تَفُوحُ بِرَائِحَةِّ زَهْرَةِ المَوْتَى
وَالصَّنْدَلِ.
تَتَنَهَّدُ الْحِجَارَةُ رُوَيْداً،
تَسْتَيْقِظُ الدَّارُ
وَفِي النَّارِ يَتَكَلَّمُ الحَطَبُ.
لاَ غَيْمَ فِي الدَّارِ،
سِوَى أَزْهَارٍ زَرْقَاءَ، وَحَمْرَاءَ، وَصَفْرَاءَ.
وَنِسْوَةٍ تَغْزِلْنَ جَرِيداً،
وَتطْبُخْنَ تُورْتِيلْيَا وَيُصَلِّينَ مِنْ أَجْلِ رِجَالِهِنَّ،
وَأَبْنَائِهِنَّ.
فِي هَذِهِ الدَّارِ سَلاَسِلَ تَبْكِي،
قُلُوباً أَرْهَقَهَا السُّهَادُ، تَنْتَظِرُ
ابْناً، وحُبًّا، وكَلِمَةً…
وَرَجُلاًّ رُفْقَةَ النَّارِ.
فِي هَذِهِ الدَّارِ لَيْسَ سِوَى أَزْهَاراً، أَزْهَارُ الاِنْتِظَارِ.