afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

العيون في عام الكورونا

 

الصحراء لايف : بقلم الإمام البربوشي


لقد تحول الاستهتار الى صدمة، والهزل الى جد، والتنكيت الى نحيب. هكذا يعيش العالم على ايقاع سمفونية الهلع والرعب المنذرة بالموت والهلاك التي صاحبت الاطلالة غير السعيدة لمخلوق مجهري أرعب جميع سكان المعمور.
ليس هذا فحسب، بل اثبت هذا الفيروس موت كل النظريات السياسية منها والاقتصادية، الثقافية منها والاجتماعية، العسكرية منها او الامنية، بل حتى الطبية والبيولوجية رغم كل المحاولات لمحاصرته.

 

سيقول بعضهم من أصحاب نظريات المؤامرة إنها حرب بيولوجية بين القوى العظمى في العالم، وسيخالفهم آخرون القول والرأي والاعتقاد فيقرون بأن غضب الله من الانسان قد عم الارض والسماء. لا تجدي هذه التحليلات والتأويلات الآن في شيء. كل شيء توقف عند الانسان من هول الكارثة/الجائحة.


هي لحظة توقف، لحظة إدخال البشرية إلى غرف الانعاش، لحظة حبس جميع الانفاس لنتساءل ما هو المصير وماهو الحل؟ تغلق جميع الاماكن العمومية منها والخاصة بما في ذلك أماكن العبادة ويبقى نوع واحد من الاماكن مفتوح: المستشفيات.


كم عدد المقاهي والنوادي الليلية التي أغلقت؟ كم عدد دور السينما والمتاحف والمطارات والملاعب التي أغلقت؟ أين إختفت المهرجانات والسهرات؟ أين هم لاعبوا كرة القدم ومشاهير الشطيح والرديح؟
نوعين من الاماكن بقيت مفتوحة : المتاجر والمستشفيات.


في بعض أقطار العالم راح بعض الناس يفرغ المتاجر من الورق الصحي وبعضهم حصد كل أكياس الدقيق وهذا هو التيه بعينه، تيه الانسان في زمن الكورونا بين ملئ البطون وإفراغها. هكذا لخص هذا المخلوق حياة معمري الارض في أقل من ثلاثة أشهر.


اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه.

 

banner ocp
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد